الجمعة، 15 سبتمبر 2017

عمير بن الحمام رضي الله عنه




18 ذو القعدة 1438هـ
المجلس التاسع والخمسون
فضل عمير بن الحمام رضي الله عنه
الكتاب  صـــ 283

نسبه رضي الله عنه
هو عمير بن الحمام بن زيد بن حرام  الجموح بن كعب بن سلمة  الأنصاري السلمي.

عمير من البدريين .
فضل بدر وأهلها.

يا حاطبُ ! أفعلتَ ؟ . قال : نعم ، أما إنِّي لم أفعَلْه غِشًّا لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا نفاقًا ، ولقد علمتُ أنَّ اللهَ سيُظهِرُ رسولَه ويُتِمُّ أمرَه ، غيرَ أنِّي كنتُ غريبًا بين ظهرانيهم ، وكانت أهلي معهم ، فأردتُ أن اتَّخِذَها عندهم يدًا ! فقال عمرُ رضي اللهُ عنه : ألا أضرِبُ رأسَ هذا ؟ ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أتقتُلُ رجلًا من أهلِ بدرٍ ؟ ! ما يُدريك ؛ لعلَّ اللهَ اطَّلع على أهلِ بدرٍ فقال : اعمَلوا ما شئتم ؟ !

الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 1867خلاصة حكم المحدث: صحيح.

تفضيل أهل بدر من الصحابة ومن الملائكة .
جاء جبريلُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ما تعُدُّون أهلَ بدرٍ فيكم ؟ قال : ( من أفضلِ المسلمين ) . أو كلمةً نحوَها، قال : وكذلك من شَهِد بدرًا من الملائكةِ، وعن مُعاذِ بنِ رِفاعَةَ بنِ رافِعٍ، وكان رِفاعَةُ من أهلِ بدرٍ، وكان رافِعٌ من أهلِ العَقَبَةِ، فكان يقولُ لابنِه : ما يسُرُّني أني شهِدتُ بدرًا بالعَقَبَةِ، قال : سَأل جبريلُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، بهذا، - أن مَلَكًا - سَأل النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : نحوَه . قال مُعاذٌ : إن السائلَ هو جبريلُ عليه السلامُ .
الراوي: رفاعة بن رافع المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3992خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ما أحب أني شهدت بدرا  ولم أشهد العقبة   "
قوله وكان أبوه أي أبو معاذ هو رفاعة من أهل بدر وقال أبو عمر رفاعة بن رافع بن مالك ابن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي يكنى أبا معاذ شهد بدرا بلا خلاف وأحدا وسائر المشاهد مع رسول الله وشهد رفاعة مع علي رضي الله تعالى عنه الجمل وصفين وتوفي في أول إمارة معاوية وأبوه رافع أحد النقباء الإثني عشر شهد العقبة مع السبعين ولم يشهد بدرا .
المصدر


عمير يوم بدر وبشرى له بالجنة

بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بُسَيسَةً ، عينًا ينظرُ ما صنعَتْ عِيرُ أبي سفيانَ . فجاء وما في البيتِ أحَدٌ غيري وغيرُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( قال : لا أدري ما استثنى بعضَ نسائِه ) قال : فحدَّثه الحديث . قال : فخرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فتكلَّمَ . فقال ( إنَّ لنا طُلْبةً . فمن كان ظهرُه حاضرًا فليركبْ معنا ) فجعل رجالٌ يستأذِنونه في ظهرانِهم في علوِّ المدينةِ . فقال ( لا . إلا من كان ظهرُه حاضرًا ) فانطلق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه . حتى سبقوا المشركين إلى بدرٍ . وجاء المشركون . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( لا يقَدَّمنَّ أحدٌ منكم إلى شيءٍ حتى أكون أنا دونه ). فدنا المشركون . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( قوموا إلى جنةٍ عرضُها السماواتُ والأرضُ ) قال : يقول عُمَيرُ بنُ الحِمامِ الأنصاريُّ : يا رسولَ اللهِ ! جنةٌ عرضُها السماواتُ والأرضُ ؟ قال ( نعم ) قال : بخٍ بخٍ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( ما يحملك على قولِك بخٍ بخٍ ) قال : لا . واللهِ ! يا رسولَ اللهِ ! إلاَّ رجاءةَ أن أكون من أهلِها . قال ( فإنك من أهلِها ) فأخرج تمراتٍ من قرنِه . فجعل يأكل منهنَّ . ثم قال : لئن أنا حَييتُ حتى آكلَ تمراتي هذه ، إنها لحياةٌ طويلةٌ . قال فرمى بما كان معه من التمرِ . ثم قاتل حتى قُتِلِ .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1901- خلاصة حكم المحدث: صحيح.

شرح الحديث
شرح النووي على صحيح مسلم.

قوله : ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة عينا ) هكذا هو في جميع النسخ ( بسيسة ) بباء موحدة مضمومة ، وبسينين مهملتين مفتوحتين بينهما ياء مثناة تحت ساكنة ، قال القاضي : هكذا هو في جميع النسخ ، قال : وكذا رواه أبو داود وأصحاب الحديث ، قال : والمعروف في كتب السيرة ( بَسبَس ) بباءين موحدتين مفتوحتين بينهما سين ساكنة ، وهو بسبس بن عمرو ، ويقال : ابن بشر من الأنصار من الخزرج ، ويقال : حليف لهم ، قلت : يجوز أن يكون أحد اللفظين اسما له والآخر لقبا .

وقوله : ( عينا ) أي متجسسا ورقيبا .

قوله : ( ما صنعت عير أبي سفيان ) هي : الدواب التي تحمل الطعام وغيره من الأمتعة ، قال في المشارق : العير هي الإبل والدواب تحمل الطعام وغيره من التجارات ، قال : ولا تسمى عيرا إلا إذا كانت كذلك ، وقال الجوهري في الصحاح : العير : الإبل تحمل الميرة ، وجمعها : عِيَرات ، بكسر العين وفتح الياء .

[ ص: 41 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن لنا طَلِبة فمن كان ظهره حاضرا فليركب ) هي بفتح الطاء وكسر اللام ، أي : شيئا نطلبه . و ( الظهر ) الدواب التي تركب .

قوله : ( فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم ) هو بضم الظاء وإسكان الهاء ، أي : مركوباتهم . في هذا : استحباب التورية في الحرب وألا يبين الإمام جهة إغارته وإغارة سراياه ؛ لئلا يشيع ذلك فيحذرهم العدو .

قوله : ( في علو المدينة ) بضم العين وكسرها .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يتقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه ) أي : قدامه متقدما في ذلك الشيء لئلا يفوت شيء من المصالح التي لا تعلمونها .

قوله : ( عمير بن الحمام ) بضم الحاء المهملة وتخفيف الميم .

قوله : ( بخ بخ ) فيه لغتان : إسكان الخاء ، وكسرها منونا ، وهي : كلمة تطلق لتفخيم الأمر وتعظيمه في الخير .

قوله : ( لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها ) هكذا هو في أكثر النسخ المعتمدة ( رجاءة ) بالمد ونصب التاء ، وفي بعضها ( رجاء ) بلا تنوين ، وفي بعضها بالتنوين ممدودان بحذف التاء ، وكله صحيح معروف في اللغة ، ومعناه والله ما فعلته لشيء إلا لرجاء أن أكون من أهلها .

قوله : ( فأخرج تمرات من قرنه ) هو بقاف وراء مفتوحتين ثم نون ، أي : جعبة النشاب ، ووقع في بعض نسخ المغاربة فيه تصحيف .

قوله : ( لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة ، فرمى بما كان معه من التمر ، ثم [ ص: 42 ] قاتلهم حتى قتل ) فيه : جواز الانغمار في الكفار ، والتعرض للشهادة ، وهو جائز بلا كراهة عند جماهير العلماء.

جليبيب رضي الله عنه



فضائل جليبيب رضي الله عنه.
صـــ290 .
جليبيب رضي الله عنه
ذكر الشيخ حفظه الله في الهامش هو غير منسوب رضي الله عنه .

كان رجلٌ مِنْ أَصْحَابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقالٌ له جُلَيْبِيبُ في وجْهِهِ دَمَامةٌ فعرَضَ عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم التزويجَ قال إِذَنْ تَجِدُنِي كَاسِدًا فقال غيرَ أنكَ عندَ اللهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ......حسنه الشيخ في الكتاب صفحة 291.

معنى الدمامة :- دمَّ ، دَمَمْتُ ، يَدُمّ ، ادْمُمْ / دُمَّ ، دَمامَةً ، فهو دَمِيم:• دمَّ الشَّخْصُ قَبُح مَنْظرُه وصَغُر جِسْمُه وحقر " دميمُ الخِلْقة ".دمامة الوجه : قبحه .المعجم: اللغة العربية المعاصر.

زواجه رضي الله عنه
خطب رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على جليبيبٍ امرأةً من الأنصارِ إلى أبيها فقال: حتى أستأمرَ أمَّها قال: [ فَـ ] نعَم إذًا ، فذهَبَ إلى امرأتِهِ فذكرَ ذلكَ لها ؟ فقالَت : لاها للهِ إذًا ، وقد منَعناها فلانًا وفلانًا ! قال : والجاريةُ في سِترِها تسمَعُ ، فقالَت الجاريةُ : أتردُّون على رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أمرَهُ ؟ ! إن كان قد رضيَهُ لكم فأنكِحوهُ ، قال : فكأنَّها حلَّت عن أبَويها ، قالا : صدقتِ ، فذهبَ أبوها إلى رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ؛ فقال : إن رضيتَهُ لنا رضيناهُ ، قال : فإني أرضاهُ ؛ فزوَّجَها . ففزِع أهلُ المدينةِ ، فركب جُلَيبيبُ ، فوجدوه قد قُتِلَ ؛ وحولهُ ناسٌ من المشركينَ قتلَهُم . قال أنسٌ : فما رأيتُ بالمدينةِ ثيِّبًا أنفَقَ مِنها
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم:  1923 - خلاصة حكم المحدث: صحيح.

فوائد ووقفات مع الحديث
1-   متابعة النبي صلى الله عليه و سلم لأحوال صحابته.( خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جُلَيْبِيبٍ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ)

2- أولى الناس بزواج المرأة أبيها.( امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى أَبِيهَا)...(فَزَوَّجَهَا)
3-لا نكاح إلا بولي رواه الخمسة إلا النسائي وصححه أحمد وابن معين والألباني

4-  أهمية المشورة خاصة في أمور الزواج لما لها من أثر مصيري خاصة للمرأة .قالت أسماء بنت أبي بكر " إنّ هذا النكاح رق، فلينظر أحدكم عند من يرق كريمته"

5- مشاورة النساء في أمور النكاح (حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا) وليس ذلك على الوجوب لأنه لو أجاب الصحابي النبي صلى الله عليه و سلم لمضى الأمر دون مشورة الأم

6- تكريم الإســــلام للمرأة فهي الدرة المكنونة والأم الحنــُونة والزوجة المصونة ومستشارةٌ مأمونة  (حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا)

7- مراعاة الصحابة لزوجاتهم و مشاورتهن في أمور الأسرة.( حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا)

8- إقرار الرسول صلى الله عليه و سلم لأصحابة مشاورة نسائهن.(فَنَعَمْ إِذًا)

9- فضل الصحابية و حياءُها من أن تحضر عند أبويها أثناء كلامهما في شأن خطبتها.( وَالْجَارِيَةُ فِي سِتْرِهَا تَسْتَمِعُ)

10-  شجاعة الصحابية و نصرتها للحق و ترجيحها للمصالح و المفاسد عندما كشفت لأبويها أنها كانت تسمعهما لما علمت انهما عزما على ردّ من خطبه الرسول لها.

11-  فقه الصحابية على حداثة سنها و معرفتها ان طاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم فيها كل الخير و الهلاك في رد امره.( أَتُرِيدُونَ أَنْ تَرُدُّوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ ؟)

12-  فضل الصحابة و توقيرهم أمرسول الله و طاعتهم لله.( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ) سورة الأحزاب:36

13-  الرجوع إلى الحق ولو ظهر الحق على يد من هو أصغر سناً.(فَكَأَنَّهَا جَلَّتْ عَنْ أَبَوَيْهَا، وَقَالَا: صَدَقْتِ)

14-  إذا رأى الولد في أبيه أو أمه مخالفة ما ...فعليه أن يتخولهم بالموعظة الحسنة.جاء في الحديث ( ما من عبدٍ مؤمِنٍ إلَّا وله ذنبٌ ، يعتادُهُ الفينَةَ بعدَ الفينَةِ ، أوْ ذنبٌ هو مقيمٌ عليه لا يفارِقُهُ ، حتى يفارِقَ الدنيا ، إِنَّ المؤمِنَ خُلِقَ مُفَتَّنًا ، توَّابًا ، نَسِيًّا ، إذا ذُكِّرَ ذكَرَ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5735- خلاصة حكم المحدث: صحيح
فقد غفل الأب والأم عن الحق ثم لما ذكرتهم الجارية ذكروا وعادوا إلى رشدهم وقالا "صدقت".

15-شجاعة الصحابي جليبيب في القتال لنصرة الاسلام و حبه للجهاد والشهادة. (فَوَجَدُوهُ قَدْ قُتِلَ، وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ قَتَلَهُمْ)

16- الخير كل الخير و الفلاح كل الفلاح في طاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم مما عاد على الصحابية من اقتران اسمها بزوجة الشهيد و من مال جاءها بعد موت زوجها.( وَإِنَّهَا لَمِنْ أَنْفَقِ ثَيِّبٍ فِي الْمَدِينَةِ)

17- من الحكم الكونية التى سطرها الله في كتابه.( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) سورة النور:26

18-الدمامة (القُبح) والنسب غير المعروف ليست عيباً في الزوج ما دام تقيا و دييناًقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ) رواه الترمذي 1004 وحسنه الألباني

19- (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) سورة الحجرات..13

20- الإسراع في تزويج البكر من فطرة الاب.(فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى امْرَأَتِهِ , فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَ النَّبِيَّ , فَزَوَّجَهَا)

21- فضل الصحابي انس رضي الله عنه انه لما روى الحديث لم يقف على الخطبة و الزواج فقط بل اراد ان يبين فضل و عاقبة طاعة الرسول في الدنيا و الاخرة.


استشهاده رضي الله عنه

أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان في مغزًى لهُ . فأفاء اللهُ عليهِ . فقال لأصحابِه " هل تفقدون من أحدٍ ؟ " قالوا : نعم . فلانًا وفلانًا وفلانًا . ثم قال " هل تفقدون من أحدٍ ؟ " قالوا : نعم . فلانًا وفلانًا وفلانًا . ثم قال " هل تفقدون من أحدٍ ؟ " قالوا : لا . قال " لكني أفقدُ جليبيبًا . فاطلبوهُ " فطُلِبَ في القتلى . فوجدوهُ إلى جنبِ سبعةٍ قد قتلهم . ثم قتلوهُ . فأتى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فوقف عليهِ . فقال " قتل سبعةً . ثم قتلوهُ . هذا مني وأنا منه . هذا مني وأنا منه " قال فوضعَه على ساعديْهِ . ليس لهُ إلا ساعدا النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . قال فحُفِرَ لهُ ووُضِعَ في قبرِه . ولم يذكر غُسلًا .
الراوي: أبو برزة الأسلمي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2472
خلاصة حكم المحدث: صحيح.

جاء في النووي على شرح صحيح مسلم في شرح الحديث

باب من فضائل جليبيب رضي الله عنه .
هو بضم الجيم .
قوله : ( كان في مغزى له ) أي في سفر غزو . وفي حديثه أن الشهيد لا يغسل ، ولا يصلى عليه .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( هذا مني وأنا منه ) معناه المبالغة في اتحاد طريقتهما ، واتفاقهما في طاعة الله تعالى .

حرام بن ملحان رضي الله عنه

فضل حرام بن ملحان رضي الله  عنه
المجلس الواحد والستون
22 ذو الحجة 1438 ه

هو حرام بن ملحان بن خالد بن زيد حرام بن جندب الأنصاري خال أنس بن مالك .
وأخته أم سليم بنت ملحان الرميصاء .أم أنس بن مالك .
التي جاء عنها في الحديث.
رأيتُني دخلْتُ الجنةَ ، فإذا أنا بالرُّمَيْصَاءِ ، امرأةِ أبي طلحَةَ ، وسمعْتُ خَشْفَةً ، فقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ فقال : هذا بلالٌ ، وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جاريةٌ ، فقلْتُ : لمن هَذَا ؟ فقالوا : لِعُمَرَ ، فَأَرَدتُّ أنْ أدخُلَهُ فأَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ . فقال عمر : بأبي وأمي يا رسولَ اللهِ ، أعليكَ أغارُ .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3679 - خلاصة تحكم المحدث: [صحيح].
********
نبذه عن ما حدث عند بئر معونة
جاء ناسٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا : أن ابعث معنا رجالًا يُعلِّمونا القرآنَ والسنةَ . فبعث إليهم سبعين رجلًا من الأنصارِ . يقال لهم القراءُ . فيهم خالي حرامٌ . يقرؤن القرآنَ . ويتدارسون بالليلِ يتعلَّمون . وكانوا بالنهارِ يجيئون بالماءِ فيضعونَه في المسجدِ . ويحتطبونَ فيبيعونَه . ويشترون بهِ الطعامَ لأهلِ الصفةِ ، وللفقراءِ . فبعثهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إليهم . فعرضوا لهم فقتلوهم . قبل أن يبلغوا المكانَ . فقالوا : اللهم ! بَلِّغْ عنا نبيَّنا ؛ أنَّا قد لقيناك فرضينا عنك . ورضيتَ عنا . قال وأتى رجلٌ حرامًا ، خالُ أنسٍ ، من خلفِه فطعنَه برمحٍ حتى أنفذَه . فقال حرامٌ : فزتُ ، وربِّ الكعبةِ ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابِه ( إنَّ إخوانكم قد قُتلوا . وإنهم قالوا : اللهم ! بَلِّغْ عنا نبيَّنا ؛ أنَّا قد لقيناك فرضينا عنك . ورضيتَ عنا ) .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 677 - خلاصة حكم المحدث: صحيح

وفي رواية البخاري
أنَّ رِعْلًا وذَكْوانَ وعُصَيَّةَ وبَني لَحْيانَ، اسْتَمَدُّوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على عَدُوٍّ، فأمَدَّهُم بسَبْعينَ مِن الأنْصارِ، كُنَّا نُسَمِّيهِم القُرَّاءَ في زَمانِهِم، كانوا يَحتَطِبونَ بالنَّهارِ، ويُصَلُّونَ باللَّيْلِ، حتى كانوا ببِئْرِ مَعونَةَ قَتَلوهُم وغَدَروا بهِم، فبَلَغَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقَنَتَ شهرًا يَدعو في الصُّبحِ علَى أحْياءٍ مِن أحْياءِ العَرَبِ، علَى رِعْلٍ وذَكْوانَ وعُصَيَّةَ وبني لَحْيانَ، قال أنسٌ : فقَرَأنا فيهم قُرْآنًا، ثم إنَّ ذلك رُفِعَ : بَلِّغوا عنَّا قَومَنا أنا لَقينَا رَبَّنا فرَضيَ عَنَّا وأرْضانا .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4090  - خلاصة حكم المحدث: [صحيح].


وفي الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه قال:
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ حَدَّثَنِي أَنَسٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ خَالَهُ أَخٌ لِأُمِّ سُلَيْمٍ فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا وَكَانَ رَئِيسَ الْمُشْرِكِينَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ خَيَّرَ بَيْنَ ثَلَاثِ خِصَالٍ فَقَالَ يَكُونُ لَكَ أَهْلُ السَّهْلِ وَلِي أَهْلُ الْمَدَرِ أَوْ أَكُونُ خَلِيفَتَكَ أَوْ أَغْزُوكَ بِأَهْلِ غَطَفَانَ بِأَلْفٍ وَأَلْفٍ فَطُعِنَ عَامِرٌ فِي بَيْتِ أُمِّ فُلَانٍ فَقَالَ غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَكْرِ فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ آلِ فُلَانٍ ائْتُونِي بِفَرَسِي فَمَاتَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ فَانْطَلَقَ حَرَامٌ أَخُو أُمِّ سُلَيْمٍ وَهُوَ رَجُلٌ أَعْرَجُ وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي فُلَانٍ قَالَ كُونَا قَرِيبًا حَتَّى آتِيَهُمْ فَإِنْ آمَنُونِي كُنْتُمْ وَإِنْ قَتَلُونِي أَتَيْتُمْ أَصْحَابَكُمْ فَقَالَ أَتُؤْمِنُونِي أُبَلِّغْ رِسَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ وَأَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ فَأَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ قَالَ هَمَّامٌ أَحْسِبُهُ حَتَّى أَنْفَذَهُ بِالرُّمْحِ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ فَلُحِقَ الرَّجُلُ فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ غَيْرَ الْأَعْرَجِ كَانَ فِي رَأْسِ جَبَلٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْنَا ثُمَّ كَانَ مِنْ الْمَنْسُوخِ إِنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثِينَ صَبَاحًا عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ وَعُصَيَّةَ الَّذِينَ عَصَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4091خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
الشرح
 يَحكي أَنَسٌ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بَعَثَ خالَ أَنَسٍ حَرامَ بنَ مِلْحانَ في سَبعينَ راكِبًا إلى بني عامِر، وكان سَبب البَعثِ أنَّه كانَ رئيسَ المُشركينَ عامِرُ بنُ الطَّفَيْلِ خيَّر النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لَمَّا أتاه بَينَ ثَلاثِ خِصالٍ، فقالَ: يكون لَك أهلُ السَّهلِ، أي: سُكَّان البَوادي، ولي أهلُ المَدرِ، أي: أهلُ البِلادِ أو أكون خَليفتَك أو أغزوكَ بأهلِ قَبيلةِ غَطَفانَ بألف أشْقَر وألف أحْمَر، فدعا عليه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فأُصيب بالطَّاعونِ في بَيتِ أُمِّ فُلان، فقالَ: غُدَّة كغُدَّة البَكْرِ، أي: الفَتيِّ من الإبِلِ، في بَيتِ امرأةٍ مِن آلِ فُلان، أي: آلِ السَّلولِ، وهي سَلولُ بِنتُ شَيْبانَ، وزَوجُها مُرَّةُ بنُ صَعْصَعَةَ، أخو عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، ائتوني بِفَرَسي، فماتَ على ظَهرِ فَرَسِه، فانطَلَقَ حَرامٌ أخو أُمِّ سُلَيْم الَّذي بَعَثَه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم هو ورَجُل أعْرَج ورَجُل آخَرُ مِن بني فُلان، قال حَرامٌ للرَّجُل الأعْرجِ وللآخَرِ الَّذي مِن بني فُلان: كونا قريبًا حتَّى آتيهم، أي: بني عامِر، فإن آمَنوني كُنتم قَريبًا منِّي، وإن قَتَلوني أتَيتم أصحابَكم، فخَرَج إليهم، فقال لهم: أتُؤَمِّنوني، أي: أتُعطوني الأَمانَ أُبَلِّغ رِسالةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فجعل حَرامٌ يُحدِّثهم، "وأَوْمَؤوا"، أي: أشاروا إلى رَجُل، فأتاه مِن خَلفِه فطَعَنه حتَّى أنْفَذَه بالرُّمحِ من الجانِبِ الآخَر. فقال حَرامٌ لمَّا طُعِنَ: اللهُ أكبرُ، فُزتُ بالشَّهادةِ وربِّ الكَعبةِ، فلَحِق الرَّجُل الَّذي هو رَفيقُ حَرامٍ فلم يُمكِّنوه أن يَرجِع إلى المُسلِمين بل لحِقَه المُشرِكون فقَتَلوه وقَتَلوا أصحابَه كما قال. فقُتِلوا كُلُّهم غَير الرَّجُل الأعْرَج كانَ في رأسِ جَبَل، فأنزَلَ اللهُ تعالى علينا ثُمَّ كانَ من المَنسوخِ تَلاوَةً (إنَّا قَد لَقِينا ربَّنا فَرَضِي عنَّا وأرضانا)، فدَعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عَلَيهم لَمَّا بَلَغه خَبرُهم ثلاثينَ صباحًا في القُنوتِ على رِعْلٍ وذَكْوانَ وبني لَحْيانَ وعُصَيَّةَ الَّذين عَصَوا اللهَ ورَسولَه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وإنَّما شَرَّك بَينَ القاتِلين هنا وبَينَ غَيرِهم في الدُّعاءِ لوُرودِ خَبرِ بِئرِ مَعونةَ وأصحابِ الرَّجيعِ في لَيلةِ واحدةٍ.
في الحديثِ: الدُّعاءُ على أهلِ الغَدرِ وانتِهاكِ المَحارمِ، والإعلانُ باسمِهم، والتَّصريحُ بذِكرِهم.
وفيه: حِرصُ الصَّحابةِ على الشَّهادةِ، وفَرَحُهم لنَيلِها.
وفيه: دَليلٌ على أنَّ أهلَ الحَقِّ قد يَنالُ منهم المُبطِلون، ولا يكون ذلك دالًّا على فَسادِ ما عليه أهلُ الحَقِّ، بل كرامةً لهم وشَقاءِ لأهلِ الباطِلِ.