الجمعة، 15 سبتمبر 2017

عمير بن الحمام رضي الله عنه




18 ذو القعدة 1438هـ
المجلس التاسع والخمسون
فضل عمير بن الحمام رضي الله عنه
الكتاب  صـــ 283

نسبه رضي الله عنه
هو عمير بن الحمام بن زيد بن حرام  الجموح بن كعب بن سلمة  الأنصاري السلمي.

عمير من البدريين .
فضل بدر وأهلها.

يا حاطبُ ! أفعلتَ ؟ . قال : نعم ، أما إنِّي لم أفعَلْه غِشًّا لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا نفاقًا ، ولقد علمتُ أنَّ اللهَ سيُظهِرُ رسولَه ويُتِمُّ أمرَه ، غيرَ أنِّي كنتُ غريبًا بين ظهرانيهم ، وكانت أهلي معهم ، فأردتُ أن اتَّخِذَها عندهم يدًا ! فقال عمرُ رضي اللهُ عنه : ألا أضرِبُ رأسَ هذا ؟ ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أتقتُلُ رجلًا من أهلِ بدرٍ ؟ ! ما يُدريك ؛ لعلَّ اللهَ اطَّلع على أهلِ بدرٍ فقال : اعمَلوا ما شئتم ؟ !

الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 1867خلاصة حكم المحدث: صحيح.

تفضيل أهل بدر من الصحابة ومن الملائكة .
جاء جبريلُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ما تعُدُّون أهلَ بدرٍ فيكم ؟ قال : ( من أفضلِ المسلمين ) . أو كلمةً نحوَها، قال : وكذلك من شَهِد بدرًا من الملائكةِ، وعن مُعاذِ بنِ رِفاعَةَ بنِ رافِعٍ، وكان رِفاعَةُ من أهلِ بدرٍ، وكان رافِعٌ من أهلِ العَقَبَةِ، فكان يقولُ لابنِه : ما يسُرُّني أني شهِدتُ بدرًا بالعَقَبَةِ، قال : سَأل جبريلُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، بهذا، - أن مَلَكًا - سَأل النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : نحوَه . قال مُعاذٌ : إن السائلَ هو جبريلُ عليه السلامُ .
الراوي: رفاعة بن رافع المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3992خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ما أحب أني شهدت بدرا  ولم أشهد العقبة   "
قوله وكان أبوه أي أبو معاذ هو رفاعة من أهل بدر وقال أبو عمر رفاعة بن رافع بن مالك ابن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي يكنى أبا معاذ شهد بدرا بلا خلاف وأحدا وسائر المشاهد مع رسول الله وشهد رفاعة مع علي رضي الله تعالى عنه الجمل وصفين وتوفي في أول إمارة معاوية وأبوه رافع أحد النقباء الإثني عشر شهد العقبة مع السبعين ولم يشهد بدرا .
المصدر


عمير يوم بدر وبشرى له بالجنة

بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بُسَيسَةً ، عينًا ينظرُ ما صنعَتْ عِيرُ أبي سفيانَ . فجاء وما في البيتِ أحَدٌ غيري وغيرُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( قال : لا أدري ما استثنى بعضَ نسائِه ) قال : فحدَّثه الحديث . قال : فخرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فتكلَّمَ . فقال ( إنَّ لنا طُلْبةً . فمن كان ظهرُه حاضرًا فليركبْ معنا ) فجعل رجالٌ يستأذِنونه في ظهرانِهم في علوِّ المدينةِ . فقال ( لا . إلا من كان ظهرُه حاضرًا ) فانطلق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه . حتى سبقوا المشركين إلى بدرٍ . وجاء المشركون . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( لا يقَدَّمنَّ أحدٌ منكم إلى شيءٍ حتى أكون أنا دونه ). فدنا المشركون . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( قوموا إلى جنةٍ عرضُها السماواتُ والأرضُ ) قال : يقول عُمَيرُ بنُ الحِمامِ الأنصاريُّ : يا رسولَ اللهِ ! جنةٌ عرضُها السماواتُ والأرضُ ؟ قال ( نعم ) قال : بخٍ بخٍ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( ما يحملك على قولِك بخٍ بخٍ ) قال : لا . واللهِ ! يا رسولَ اللهِ ! إلاَّ رجاءةَ أن أكون من أهلِها . قال ( فإنك من أهلِها ) فأخرج تمراتٍ من قرنِه . فجعل يأكل منهنَّ . ثم قال : لئن أنا حَييتُ حتى آكلَ تمراتي هذه ، إنها لحياةٌ طويلةٌ . قال فرمى بما كان معه من التمرِ . ثم قاتل حتى قُتِلِ .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1901- خلاصة حكم المحدث: صحيح.

شرح الحديث
شرح النووي على صحيح مسلم.

قوله : ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة عينا ) هكذا هو في جميع النسخ ( بسيسة ) بباء موحدة مضمومة ، وبسينين مهملتين مفتوحتين بينهما ياء مثناة تحت ساكنة ، قال القاضي : هكذا هو في جميع النسخ ، قال : وكذا رواه أبو داود وأصحاب الحديث ، قال : والمعروف في كتب السيرة ( بَسبَس ) بباءين موحدتين مفتوحتين بينهما سين ساكنة ، وهو بسبس بن عمرو ، ويقال : ابن بشر من الأنصار من الخزرج ، ويقال : حليف لهم ، قلت : يجوز أن يكون أحد اللفظين اسما له والآخر لقبا .

وقوله : ( عينا ) أي متجسسا ورقيبا .

قوله : ( ما صنعت عير أبي سفيان ) هي : الدواب التي تحمل الطعام وغيره من الأمتعة ، قال في المشارق : العير هي الإبل والدواب تحمل الطعام وغيره من التجارات ، قال : ولا تسمى عيرا إلا إذا كانت كذلك ، وقال الجوهري في الصحاح : العير : الإبل تحمل الميرة ، وجمعها : عِيَرات ، بكسر العين وفتح الياء .

[ ص: 41 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن لنا طَلِبة فمن كان ظهره حاضرا فليركب ) هي بفتح الطاء وكسر اللام ، أي : شيئا نطلبه . و ( الظهر ) الدواب التي تركب .

قوله : ( فجعل رجال يستأذنونه في ظهرانهم ) هو بضم الظاء وإسكان الهاء ، أي : مركوباتهم . في هذا : استحباب التورية في الحرب وألا يبين الإمام جهة إغارته وإغارة سراياه ؛ لئلا يشيع ذلك فيحذرهم العدو .

قوله : ( في علو المدينة ) بضم العين وكسرها .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يتقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه ) أي : قدامه متقدما في ذلك الشيء لئلا يفوت شيء من المصالح التي لا تعلمونها .

قوله : ( عمير بن الحمام ) بضم الحاء المهملة وتخفيف الميم .

قوله : ( بخ بخ ) فيه لغتان : إسكان الخاء ، وكسرها منونا ، وهي : كلمة تطلق لتفخيم الأمر وتعظيمه في الخير .

قوله : ( لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها ) هكذا هو في أكثر النسخ المعتمدة ( رجاءة ) بالمد ونصب التاء ، وفي بعضها ( رجاء ) بلا تنوين ، وفي بعضها بالتنوين ممدودان بحذف التاء ، وكله صحيح معروف في اللغة ، ومعناه والله ما فعلته لشيء إلا لرجاء أن أكون من أهلها .

قوله : ( فأخرج تمرات من قرنه ) هو بقاف وراء مفتوحتين ثم نون ، أي : جعبة النشاب ، ووقع في بعض نسخ المغاربة فيه تصحيف .

قوله : ( لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة ، فرمى بما كان معه من التمر ، ثم [ ص: 42 ] قاتلهم حتى قتل ) فيه : جواز الانغمار في الكفار ، والتعرض للشهادة ، وهو جائز بلا كراهة عند جماهير العلماء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق