الخميس، 2 نوفمبر 2017

أبي عامر الأشعري رضي الله عنه




أبي عامر الأشعري
رضي الله عنه
صـــ 295

نسبه رضي الله عنه:- هُوَ عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمِ بْنِ حِضَارٍ الْأَشْعَرِيِّ ، وَهُوَ عَمُّ أَبِي مُوسَى . 
من فضائل الأشعريين:- إنَّ الأشعريِّينَ إذا أرملوا في الغزوِ أو قلَّ طعامُ عيالِهم بالمدينةِ جمعوا ما كانَ عندَهم في ثوبٍ واحدٍ ثمَّ اقتسموهُ بينَهم في إناءٍ واحدٍ بالسَّويَّةِ فَهم منِّي وأنا منْهم .
الراوي : أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 2486 |صحيح.

استغفار النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه له ولأبي موسى رضي الله عنهم:-
 قال الإمام البخاري في صحيحه :-حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ فَقُتِلَ دُرَيْدٌ وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ قَالَ أَبُو مُوسَى وَبَعَثَنِي مَعَ أَبِي عَامِرٍ فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ رَمَاهُ جُشَمِيٌّ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ يَا عَمِّ مَنْ رَمَاكَ فَأَشَارَ إِلَى أَبِي مُوسَى فَقَالَ ذَاكَ قَاتِلِي الَّذِي رَمَانِي فَقَصَدْتُ لَهُ فَلَحِقْتُهُ فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى فَاتَّبَعْتُهُ وَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ أَلَا تَسْتَحْيِي أَلَا تَثْبُتُ فَكَفَّ فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ ثُمَّ قُلْتُ لِأَبِي عَامِرٍ قَتَلَ اللَّهُ صَاحِبَكَ قَالَ فَانْزِعْ هَذَا السَّهْمَ فَنَزَعْتُهُ فَنَزَا مِنْهُ الْمَاءُ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي أَقْرِئْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ اسْتَغْفِرْ لِي وَاسْتَخْلَفَنِي أَبُو عَامِرٍ عَلَى النَّاسِ فَمَكُثَ يَسِيرًا ثُمَّ مَاتَ فَرَجَعْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرٍ مُرْمَلٍ وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ قَدْ أَثَّرَ رِمَالُ السَّرِيرِ بِظَهْرِهِ وَجَنْبَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِنَا وَخَبَرِ أَبِي عَامِرٍ وَقَالَ قُلْ لَهُ اسْتَغْفِرْ لِي فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ النَّاسِ فَقُلْتُ وَلِي فَاسْتَغْفِرْ فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُدْخَلًا كَرِيمًا قَالَ أَبُو بُرْدَةَ إِحْدَاهُمَا لِأَبِي عَامِرٍ وَالْأُخْرَى لِأَبِي مُوسَى
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4323

شرح الحديث
بَابُ غَزْوَةِ أَوْطَاسٍ ) قَالَ عِيَاضٌ : هُوَ وَادٍ فِي دَارِ هَوَازِنَ ، وَهُوَ مَوْضِعُ حَرْبِ حُنَيْنٍ 8 هجرياً انْتَهَى . وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ ذَهَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ أَهْلِ السِّيَرِ ، وَالرَّاجِحُ أَنَّ وَادِيَ أَوْطَاسٍ غَيْرُ وَادِي حُنَيْنٍ ، وَيُوَضِّحُ ذَلِكَ مَا ذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ أَنَّ الْوَقْعَةَ كَانَتْ فِي وَادِي حُنَيْنٍ ، وَأَنَّ هَوَازِنَ لَمَّا انْهَزَمُوا صَارَتْ طَائِفَةٌ مِنْهَا إِلَى الطَّائِفِ وَطَائِفَةٌ إِلَى بَجِيلَةَ وَطَائِفَةٌ إِلَى أَوْطَاسٍ ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَسْكَرًا مُقَدَّمُهُمْ أَبُو عَامِرٍ الْأَشْعَرِيُّ إِلَى مَنْ مَضَى إِلَى أَوْطَاسٍ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ حَدِيثُ الْبَابِ ، ثُمَّ تَوَجَّهَ هُوَ وَعَسَاكِرُهُ إِلَى.

قَوْلُهُ : ( فَلَقِيَ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ فَقُتِلَ دُرَيْدٌ ) أَيِ ابْنُ بَكْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ - وَيُقَالُ : ابْنُ الْحَارِثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ - الْجُشَمِيُّ مِنْ بَنِي جُشَمَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ ، فَالصِّمَّةُ لَقَبٌ لِأَبِيهِ وَاسْمُهُ الْحَارِثُ .

قَاتِلَ دُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةِ هُوَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَلَفْظُهُ قَوْلُهُ : ( قَالَ أَبُو مُوسَى : وَبَعَثَنِي ) أَيِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
مَعَ أَبِي عَامِرٍ ) أَيْ إِلَى مَنِ الْتَجَأَ إِلَى أَوْطَاسٍ ، وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : بَعَثَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَبَا عَامِرٍ الْأَشْعَرِيَّ فِي آثَارِ مَنْ تَوَجَّهَ إِلَى أَوْطَاسٍ ، فَأَدْرَكَ بَعْضَ مَنِ انْهَزَمَ فَنَاوَشُوهُ الْقِتَالَ .

قَوْلُهُ : ( فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ ، رَمَاهُ جُشَمِيٌّ ) بِضَمِّ الْجِيمِ وَفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ أَيْ رَجُلٌ مِنْ بَنِي جُشَمٍ ، وَأَخَذَ الرَّايَةَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ فَقَاتَلَهُمْ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ ،
قَوْلُهُ : ( فَنَزَا مِنْهُ الْمَاءُ ) أَيِ انْصَبَّ مِنْ مَوْضِعِ السَّهْمِ .

قَوْلُهُ : ( قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ) هَذَا يَرُدُّ قَوْلَ ابْنِ إِسْحَاقَ إِنَّهُ ابْنُ عَمِّهِ ، وَيُحْتَمَلُ - إِنْ كَانَ ضَبَطَهُ - أَنْ يَكُونَ قَالَ لَهُ ذَلِكَ لِكَوْنِهِ كَانَ أَسَنَّ مِنْهُ .

قَوْلُهُ : ( فَرَجَعْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) فِي رِوَايَةِ ابْنِ عَائِذٍ " فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَعِي اللِّوَاءُ قَالَ : يَا أَبَا مُوسَى قُتِلَ أَبُو عَامِرٍ " .

قَوْلُهُ : ( عَلَى سَرِيرٍ مُرَمَّلٍ ) بِرَاءٍ مُهْمَلَةٍ ثُمَّ مِيمٍ ثَقِيلَةٍ ، أَيْ مَعْمُولٍ بِالرِّمَالِ ، وَهِيَ حِبَالُ الْحُصْرِ الَّتِي تُضَفَّرُ بِهَا الْأَسِرَّةُ .

قَوْلُهُ : ( وَعَلَيْهِ فِرَاشٌ

قَوْلُهُ : ( فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ) يُسْتَفَادُ مِنْهُ اسْتِحْبَابُ التَّطْهِيرِ لِإِرَادَةِ الدُّعَاءِ ، وَرَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ خِلَافًا لِمَنْ خَصَّ ذَلِكَ بِالِاسْتِسْقَاءِ ، وَسَيَأْتِي بَيَانُ مَا وَرَدَ مِنْ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الدَّعَوَاتِ .

قَوْلُهُ : ( فَوْقَ كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ ) أَيْ فِي الْمَرْتَبَةِ ، وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ عَائِذٍ " فِي الْأَكْثَرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .

قَوْلُهُ : ( قَالَ أَبُو بُرْدَةَ ) هُوَ مَوْصُولٌ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ .

 لما فرغ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من حُنَينٍ ، بعث أبا عامرٍ على جيشٍ إلى أوطاسٍ . فلقي دُرَيدَ بنَ الصِّمَّةِ . فقُتِل دُرَيدٌ وهزم اللهُ أصحابَه . فقال أبو موسى : و بعثني مع أبي عامرٍ . قال فرُمِيَ أبو عامر في رُكبتِه . رماه رجلٌ من بني جشمٍ بسهمٍ . فأثبتَه في رُكبتِه . فانتهيتُ إليه فقلتُ : يا عمِّ ! من رماك ؟ فأشار أبو عامرٍ إلى أبي موسى . فقال : إنَّ ذاك قاتلي . تراه ذلك الذي رماني . قال أبو موسى : فقصدتُ له فاعتمدتُه فلحقتُه . فلما رآني ولىَّ عني ذاهبًا . فاتبعتُه وجعلتُ أقول له : ألا تستحي ؟ ألستَ أعرابيًّا ؟ ألا تثبتُ ؟ فكفَّ . فالتقيتُ أنا وهو . فاختلفنا أنا وهو ضربتيَن ِ. فضربتُه بالسَّيفِ فقتلتُه . ثم رجعتُ إلى أبي عامرٍ فقلتُ : إنَّ اللهَ قد قتل صاحبَك . قال : فانزَعْ هذا السهمَ . فنزعتُه فنزا منه الماءُ . فقال : يا ابنَ أخي ! انطلِقْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأَقْرِئْه مني السلامَ . وقل له : يقول لك أبو عامرٍ : استغْفِرْ لي . قال : واستعملَني أبو عامرٍ على الناسِ . ومكث يسيرًا ثم إنه مات . فلما رجعتُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دخلتُ عليه ، وهو في بيتٍ على سريرٍ مُرمَّلٍ ، وعليه فراشٌ ، وقد أثَّر رمالُ السريرِ بظهرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجنبَيه . فأخبرتُه بخبرِنا وخبرِ أبي عامرٍ . وقلتُ له : قال : قُل له : يستغْفِرْ لي . فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بماءٍ . فتوضَّأ منه . ثم رفع يدَيه . ثم قال " اللهمَّ ! اغفِرْ لعُبيدٍ ، أبي عامرٍ " حتى رأيتُ بياضَ إبطَيه . ثم قال " اللهمَّ ! اجعلْه يومَ القيامةِ فوقَ كثيرٍ من خلقِك ، أو من الناسِ " فقلتُ : ولي يا رسولَ اللهِ ! فاستغفِرْ . فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " اللهمَّ ! اغفر لعبدِاللهِ بنِ قَيسٍ ذَنبَه . وأَدخِلْه يومَ القيامةِ مدخلًا كريمًا " . قال أبو بردةَ : إحداهما لأبي عامرٍ . والأخرى لأبي موسى

الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2498
خلاصة حكم المحدث: صحيح .

شرح النووي على صحيح مسلم
قوله : ( فنزا منه الماء ) ظهر وارتفع ، وجرى ولم ينقطع .
قوله : ( على سرير مرمل ، وعليه فراش ، وقد أثر رمال السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أما ( مرمل ) فبإسكان الراء وفتح الميم ، ورمال بكسر الراء وضمها ، وهو الذي ينسج في وجهه بالسعف ونحوه ، ويشد بشريط ونحوه ، يقال منه : أرملته فهو مرمل وحكي رملته فهو مرمول .

[ ص: 49 ] وأما قوله : ( وعليه فراش ) فكذا وقع في صحيح البخاري ومسلم ، فقال القابسي : الذي أحفظه في غير هذا السند ( عليه فراش ) قال : وأظن لفظة ( ما ) سقطت لبعض الرواة ، وتابعه القاضي عياض وغيره على أن لفظة ( ما ) ساقطة ، وأن الصواب إثباتها . قالوا : وقد جاء في حديث عمر في تخيير النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه على رمال سرير ليس بينه وبينه فراش ، قد أثر الرمال بجنبيه .

قوله : ( ثم رفع يديه ، ثم قال : اللهم اغفر لعبيد أبي عامر حتى رأيت بياض إبطيه إلى آخره ) فيه استحباب الدعاء ، واستحباب رفع اليدين فيه ، وأن الحديث الذي رواه أنس أنه لم يرفع يديه إلا في ثلاثة مواطن محمول على أنه لم يره ، وإلا فقد ثبت الرفع في مواطن كثيرة فوق ثلاثين موطنا .


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق