مناقب مصعب بن عمير
رضي الله عنه
هو رضي الله عنه
مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب العبدري
سبق مصعب بن عمير للإسلام والهجرة
أوَّلُ
من قدِمَ علينا من أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مُصْعَبُ بنُ
عُمَيْرٍ وابنُ أمِّ مَكْتُومٍ ، فَجَعَلا يُقْرِئَانِنَا القرآنَ ، ثم جاءَ عمارٌ
وبلالٌ وسعدٌ ، ثم جاءَ عمرُ بنُ الخطابِ في عشرينَ ، ثم جاء النبيُّ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ ، فمَا رأيتُ أهلَ المدينةِ فرِحُوا بشيءٍ فرحَهُمْ بهِ ، حتى رأيتُ
الولائِدَ والصبيانَ يقولونَ : هذا رسولُ اللهِ قدْ جاءَ ، فمَا جاءَ حتى قرأتُ :
{ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى } . في سورٍ مثلِهَا .
الراوي:البراء بن عازب المحدث:البخاري -المصدر:صحيح البخاري- الصفحة
خلاصة حكم المحدث: صحيح
خلاصة حكم المحدث: صحيح
إسلام سعد بن معاذ وأسيد بن حضير على يدي مصعب
رضي الله عنهم أجمعين
أنّ أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بن عبد الأشهل
ودار بني ظفر، فدخل به حائطا [أي: بستانا] من حوائط بني ظفر، على بئر يقال لها بئر
مرق، فجلسا في الحائط، واجتمع إليهما رجال ممّن أسلم.
وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير يومئذ سيّدا قومهما من بني عبد الأشهل،
وكلاهما مشرك على دين قومه، فلمّا سمعا به قال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير:
لا أبا لك ! انطلِق إلى هذين الرّجلين اللّذين قد أتيا دارينا
ليسفّها ضعفاءنا، فازجرهما وانههما عن أن يأتيا ديارنا، فإنّه لولا أنّ أسعد بن زرارة
منّي حيث قد علمت كفيتك ذلك.
فأخذ أسيد بن حضير حَربته، ثمّ أقبل إليهما، فلمّا رآه أسعد ابن
زرارة قال لمصعب بن عمير: هذا سيّد قومه، قد جاءك فاصدُقِ الله فيه. قال مصعب:
إِنْ يَجْلِسْ أُكَلِّمْهُ ؟
فوقف أُسيدٌ عليهما متشتّما، فقال: ما جاء بكما إلينا تسفّهان
ضعفاءنا ؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة !
فقال له مصعب: أَوَ تَجْلِسُ فَتَسْمَعَ، فَإِنْ رَضِيتَ أَمْرًا
قَبِلْتَهُ، وَإِنْ كَرِهْتَهُ كُفَّ عَنْكَ مَا تَكْرَهُ ؟
قال: أنصفت.
ثمَّ ركز حَربته، وجلس إليهما، فكلّمه مصعب بالإسلام، وقرأ عليه
القرآن، فقالا: وَاللهِ لَقَدْ عَرَفْنَا فِي وَجْهِهِ الإِسْلاَمَ قَبْلَ أَنْ
يَتَكَلَّمَ، فِي إِشْرَاقِهِ وَتَسَهُّلِهِ.
ثمّ قال: ما أحسن هذا الكلام وأجمله ! كيف تصنعون إذا أردتم أن
تدخلوا في هذا الدّين ؟
قالا له: تَغْتَسِلُ، فَتَطَّهَّرُ، وَتُطَهِّرُ ثَوْبَكَ، ثُمَّ
تُصَلِّي.
فقام فاغتسل، وطهّر ثوبه، وتشهّد شهادة الحقّ، ثمّ قام فقال لهما:
إنّ ورائي رجلا إن اتّبعكما لم يتخلّف عنه أحد من قومه ! وسأرسله إليكما الآن:
سعدُ بن معاذ.
ثمّ أخذ حربته، وانصرف إلى سعدٍ وقومِه - وهم جلوس في ناديهم -
فلمّا نظر إليه سعد بن معاذ مقبلا قال: أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه
الّذي ذهب به من عندكم.
فلمّا وقف على النّادي قال له سعد: ما فعلت ؟
قال: كلّمت الرّجلين، فوالله ما رأيت بهما بأسا، وقد نهيتهما
فقالا: نفعل ما أحببت.
فقام سعد مغضَباً، فأخذ الحَربة من يده، ثمّ قال: والله ما أراك أغنيت
شيئا.
ثمّ خرج إليهما، فأتاهم في لَأْمَتِه [ما يلبسه المحارب] ومعه
الرّمح، حتّى وقف عليهم.
فقال أسعد بن زرارة لمصعب بن عمير رضي الله عنه: أي مصعب ! جاءك –
والله - سيّد مِنْ وراءِه قومُه، إن يتّبعْك لا يتخلّف عنك منهم اثنان.
فقال سعد بن معاذ لأسعد بن زرارة: يا أبا أمامة ! أما والله لولا
ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا منّي، أتغشانا في ديارنا بما نكره ؟! - وفي
رواية أبي نعيم -: عَلاَمَ تأتينا في دُورِنا بهذا الوحيد الفريد الطّريح الغريب
يسفّه ضعفاءنا بالباطل، ويدعوكم إليه ؟
فقال له مصعب: أَوَتَقْعُدُ فَتَسْمَعَ ؟ فَإِنْ رَضِيتَ أَمْرًا
وَرَغِبْتَ فِيهِ قَبِلْتَهُ، وَإِنْ كَرِهْتَهُ عَزَلْنَا عَنْكَ مَا تَكْرَهُ ؟
(وفي رواية أبي نعيم: يا ابن الخالة ! اسمع
من قوله، فإن سمعت منكرا فاردده بأهدى منه، وإن سمعت حقّا فأجب إليه .(
قال سعد: أنصفت.
ثمّ ركز الحَربة وجلس، فعرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن، قالا:
فعرفنا - والله - في وجهه الإسلام قبل أن يتكلّم لإشراقه وتسهّله.
وفي رواية أبي نعيم قال: فقرأ عليه مصعبٌ: فقام، وقال: ما أسمع
إلاّ ما أعرف.
فرجع وقد هداه الله تعالى، ورجع إلى قومه بني عبد الأشهل وأظهر
إسلامه، وقال: من شكّ فيه من صغير أو كبير أو أنثى أو ذكر، فلْيأتنا بأهدى منه
نأخذ به، فوالله لقد جاء أمرٌ لتُحزّنّ فيه الرّقاب.
فأسلمت بنو عبد الأشهل عند إسلام سعد بن معاذ ودعائه، فكانت أوّل
دُورٍ من دور الأنصار أسلمت جميعها !
قال عروة رحمه الله: فَجَعَلَ يَدْعُو النَّاسَ سِرًّا فَيَفْشُو
الإِسْلاَمُ، وَيَكْثُرُ أَهْلُهُ.
ثمّ إنّ بني النجّار أخرجوا مصعب بن عمير، واشتدّوا على أسعد بن
زرارة، فانتقل مصعب إلى سعد بن معاذ، فلم يزل عنده، ويهدي الله تعالى على يديه
حتّى قلّ دارٌ من دور الأنصار إلاّ أسلم فيها ناس، وأسلم أشرافهم، وأسلم عمرو بن
الجموح، وكسروا أصنامهم، وكان المسلمون أعزّ أهلها.
ثمّ رجع مصعب بن عمير إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكان
يُدعى المُقرِئ.
عاد إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يُبشّره بأنّ يثرب قد ملِئت
طرقها من حطام الأصنام، وأنّ أبواب أهلها مشرّعة لاستقباله واستقبال دعوته صلّى
الله عليه وسلّم..
ومن وراء ذلك كانت بيعة العقبة الثّانية.(حسن بمجموع طرقه )
من
كتاب صحيح السيرة النبوية للشيخ إبراهيم العلي ص 106-107
مقتل مصعب يوم أحد
وإدخار الأجر لمصعب يوم القيامة
عُدْنا
خَبَّابًا، فقال : هاجَرْنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم نُريدُ وجهَ
اللهِ، فوقع أجرُنا على اللهِ، فمِنَّا مَن مَضَى لم يأخذْ من أجرِه شيئًا، منهم
مُصْعَبُ ابنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يومَ أُحُدٍ، وتَرَك نَمِرَةً، فكنا إذا غَطَّيْنا
بها رأسَه بَدَتْ رِجلاه، وإذا غَطَّيْنا رِجلَيْهِ بدا رأسُه، فأمرنا رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أن نُغَطِّيَ رأسَه، ونجعلَ على رِجْلَيْهِ شيئًا من
إِذْخِرٍ، ومِنَّا من أَيْنَعَتْ له ثَمَرتُه فهو يَهْدِبُها .
الراوي:عبدالله
بن مسعودالمحدث:البخاري
- المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:3897خلاصة حكم المحدث: صحيح.
شهادة عبد الرحمن
بن عوف رضي الله عنه بأن مصعب خير منه
أنَّ عبدَ الرحمنِ بنَ عوفٍ
رَضِيَ اللهُ عنهُ أُتِيَ بطعامٍ ، وكان صائمًا ، فقال : قُتِلَ مصعبُ بنُ عميرٍ ،
وهو خيرٌ مِنِّي ، كُفِّنَ في بُرْدَةٍ : إن غُطِّيَ رأسُهُ بدتْ رجلاهُ ، وإن
غُطِّيَ رجلاهُ بدا رأسُهُ . وأُرَاهُ قال : وقُتِلَ حمزةُ ، وهو خيرٌ مِنِّي ، ثم
بُسِطَ لنا من الدنيا ما بُسِطَ ، أو قال : أُعْطِينا من الدنيا ما أُعْطِينَا ،
وقد خشينا أن تكونَ حسناتنا عُجِّلَتْ لنا ، ثم جعل يبكي حتى تركَ الطعامَ .
الراوي : إبراهيم بن عبدالرحمن
بن عوف | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة
أو الرقم: 1275 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |