الخميس، 13 أكتوبر 2016

تابع سيرة أبو بكر الصديق رضي الله عنه 3






تابع سيرة أبو بكر  الصديق 
رضي الله عنه 3

 
سبق أبي بكر رضي الله عنه إلى الخيرات 

أمرَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن نتصدَّقَ فوافقَ ذلِكَ عندي مالًا فقلتُ اليومَ أسبقُ أبا بَكرٍ إن سبقتُهُ يومًا قالَ فَجِئْتُ بنِصفِ مالي فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ما أبقيتَ لأَهْلِكَ قلتُ مثلَهُ وأتَى أبو بَكرٍ بِكُلِّ ما عندَهُ فقالَ يا أبا بَكرٍ ما أبقَيتَ لأَهْلِكَ فقالَ أبقيتُ لَهُمُ اللَّهَ ورسولَهُ قلتُ لا أسبقُهُ إلى شيءٍ أبدًا.
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم: 3675 - خلاصة حكم المحدث: حسن.


ذُبُّ أبي بكر الصديق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلتُ لعبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ : أخبِرْني بأشدِّ ما صنَع المُشرِكون برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . قال : بينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي بفِناءِ الكعبةِ إذ أقبَل عُقبَةُ بنُ أبي مُعَيطٍ فأخَذ بمَنكِبِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولوى
ثوبَه في عُنُقِه فخنَقه خَنقًا شديدًا ، فأقبَل أبو بكرٍ فأخَذ بمَنكِبِه ودفَع عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال :{ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ{
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 4815 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
 
وفي رواية

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه سلم :- أتسمعون يا معشرَ قريشٍ ! أما والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه ؛ لقد جئتُكم بالذَّبحِ . قال : فأخذت [ القومُ ] كلمتَه ، حتَّى ما منهم رجلٌ إلَّا لكأنَّما على رأسِه طائرٌ واقعٌ ، حتَّى إنَّ أشدَّهم فيه وطأةً قبل ذلك يترفَّؤُه بأحسنِ ما يُجيبُ من [ القولِ ] ؛ حتَّى إنَّه ليقولُ : انصرِفْ يا أبا القاسمِ ! انصرِفْ راشدًا ؛ فواللهِ ما كنتُ جهولًا ! . فانصرف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، حتَّى إذا كان من الغدِ ، اجتمعوا في الحِجرِ ؛ وأنا معهم ، فقال بعضُهم لبعضٍ : ذكرتم ما بلغ منكم ، وما بلغكم عنه ، حتَّى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه ! وبينا هم في ذلك ؛ إذ طلع عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فوثبوا إليه وثبةَ رجلٍ واحدٍ ، وأحاطوا به يقولون له : أنت الَّذي تقولُ كذا وكذا ؟ لمَّا كان يبلغُهم منه من عيبِ آلهتِهم ودينِهم ، قال : نعم أنا الَّذي أقولُ ذلك ، قال : فلقد رأيتُ رجلًا
منهم أخذ بمجمَعِ ردائِه ، وقام أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي اللهُ عنه دونه يقولُ – وهو يبكي - : أتقتلون رجلًا أن يقولَ ربِّي اللهَ ، ثمَّ انصرفوا عنه . فإنَّ ذلك لأشدُّ ما رأيتُ قريشًا بلغت منه قطُّ.
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد- الصفحة أو الرقم: 1404 - خلاصة حكم المحدث: حسن.


اصطحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبو بكر رضي الله عنه في الهجرة.
اشترى أبو بكر رضي الله عنه من عازب رحلا (الرَّحْلُ : ما يُوضَعُ على ظهر البعير للركوب ) بثلاثة عشر درهما، فقال أبو بكر لعازب : مر البراء فليحمل إلي رحلي، فقال عازب : لا، حتى تحدثنا : كيف صنعت أنت ورسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين خرجتما من مكة، والمشركون يطلبونكم ؟
قال : ارتحلنا من مكة، فأحيينا، أو : سرينا ليلتنا ويومَنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة، فرميت ببصري هل أرى من ظل فآوي إليه، فإذا صخرة، أتيتها فنظرت بقية ظل لها فسويته، ثم فرشت للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيه، ثم قُلْت له : اضطجع يا نبي الله، فاضطجع النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثم انطلقت أنظر ما حولي هل أرى من الطلب أحدًا، فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة، يريد منها الذي أردنا، فسألته فقُلْت
له : لمن أنت يا غلام، قال : لرجلٌ من قريش، سماه فعرفته، فقُلْت : هل في غنمك من لبن ؟ قال : نعم، قُلْت : فهل أنت حالب لبنا لنا ؟ قال : نعم، فأمرته فاعتقُلْ شاة من غنمه، ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار، ثم أمرته أن ينفض كفيه، فقال : هكذا، ضرب إحدى كفيه بالأخرى، فحلب لي كثبة من لبن، وقد جعلت لرسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إداوة على فمها خرقة، فصببت على اللبن حتى برد أسفله، فانطلقت به إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فوافقته قد استيقظ، فقُلْت : اشرب يا رسولَ اللهِ، فشرب حتى رضيت، ثم قُلْت : قد آن الرحيل يا رسولَ اللهِ ؟ قال : ( بلى ) . فارتحلنا والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أُحُدٍ منهم غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقُلْت : هذا الطلب قد لحقنا يا رسولَ اللهِ، فقال :( لا تحزن إن الله معنا ) .
الراوي: أبو بكر الصديق المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3652 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

ورد في شرح النووي على صحيح مسلــم للحديث

(ينتقد ثمنه)أي يستوفيه ، ويقال : سرى وأسرى لغتان بمعنى .وقائم الظهيرة نصف النهار ، وهو حال استواء الشمس ، سمي قائما لأن الظل لا يظهر ، فكأنه واقف قائم . ووقع في أكثر النسخ : ( قائم الظهر ) بضم الظاء وحذف الياء .قوله : (
رفعت لنا صخرة)أي ظهرت لأبصارنا .قوله : ( فبسطت عليه فروة) المراد الفروة المعروفة التي تلبس ، هذا هو الصواب ، وذكر القاضي أن بعضهم قال : المراد بالفروة هنا الحشيش ؛ فإنه يقال له فروة ، وهذا قول باطل ، ومما يرده قوله في رواية البخاري : ( فروة معي ) . ويقال لها( فروة ) بالهاء ، و ( فرو ) بحذفها ، وهو الأشهر في اللغة ، وإن
كانتا صحيحتين .قوله : ( أنفض لك ما حولك)أي أفتش لئلا يكون هناك عدو .
وقوله : ( لمن أنت يا غلام ؟ فقال : لرجل من أهل المدينة)المرادبالمدينة هنا مكة ، ولم تكن مدينة النبي صلى الله عليه وسلم سميت بالمدينة ، إنما كان اسمها يثرب ، هذا هو الجواب الصحيح ، وأما قول القاضي : إن ذكر المدينة هنا وهم فليس كما قال ، بل هو صحيح ، والمراد بها مكة .قوله : ( أفي غنمك لبن ؟)هو بفتح اللام والباء يعني اللبن المعروف ،هذه الرواية مشهورة ، وروى بعضهم :( لبن ) بضم اللام وإسكان الباء ، أي شياه وذوات ألبان .
قوله : ( فحلب لي في قعب معه كثبة من لبن . قال : ومعي إداوة أرتوي فيها) القعب قدح من خشب معروف ، والكثبة بضم الكاف وإسكان المثلثة وهي قدر الحلبة ، قاله ابن السكيت ، وقيل : هي القليل منه . والإداوة كالركوة . وأرتوي أستقي . وهذا الحديث مما يسأل عنه فيقال : كيف شربوا اللبن من الغلام ، وليس هو مالكه ؟

وجوابه من أوجه :

أحدها : أنه محمول على عادة العرب أنهم يأذنون للرعاة إذا مر بهم ضيف أو عابر سبيل أن يسقوه اللبن ونحوه .
والثاني: أنه كان لصديق لهم يدلون عليه ، وهذا جائز .
والثالث : أنه مال حربي لا أمان له ، ومثل هذا جائز .
والرابع : لعلهم كانوا مضطرين ، والجوابان الأولان أجود .
قوله : ( برد أسفله)هو بفتح الراء على المشهور ، وقال الجوهري بضمها .قوله : ( ونحن في جلد من الأرض)
هو بفتح الجيم واللام أي أرض صلبة . وروي : ( جدد ) بدالين ،وهو المستوي ، وكانت الأرض مستوية صلبة.
قوله : ( فارتطمت فرسه إلى بطنها) أي غاصت قوائمها في تلك الأرض الجلد . قوله : ( ووفى لنا) بتخفيف الفاء .قوله :  ( فساخ فرسه في الأرض) هو بمعنى ارتطمت .قوله :        ( لأعمين على من ورائي) يعني لأخفين أمركم عمن ورائي ممن يطلبكم ، وألبسه عليهم حتى لا يعلم أحد.

وفي هذا الحديث فوائد منها هذه المعجزة الظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفضيلة ظاهرة لأبي بكر رضي الله عنه من وجوه .وفيه خدمة التابع للمتبوع وفيه : استصحاب الركوة والإبريق ونحوهما في السفر للطهارة والشراب وفيه فضل التوكل على الله سبحانه وتعالى وحسن عاقبته.وفيه فضائل الأنصار لفرحهم بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظهور سرورهم به .وفيه فضيلة صلة الأرحام ، سواء قربت القرابة والرحم أم بعدت ، وأن الرجل الجليل إذا قدم بلدا له فيه أقارب ينزل عندهم يكرمهم بذلك . والله أعلم .

وفي رواية

جاء أبو بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ إلى أبي في منزلِهِ ، فاشترى منهُ رحلًا ،فقال لعازبٍ : ابعث ابنكَ يحملُهُ معي ، قال : فحملتُهُ معهُ ، وخرج أبي ينتقِدُ ثمنَهُ ، فقال لهُ أبي : يا أبا بكرٍ ، حدِّثني كيف صنعتما حين سريتَ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، قال : نعم ، أَسْرَيْنَا ليلتنا ومن الغدِ ، حتى قام قائمُ الظهيرةِ وخلا الطريقُ لا يمرُّ فيهِ أحدٌ ، فرُفِعَتْ لنا صخرةٌ
طويلةٌ لها ظِلٌّ ، لم تأتِ عليهِ الشمسُ ، فنزلنا عندَهُ ، وسوَّيْتُ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مكانًا بيدي ينامُ عليهِ ، وبسطتُ فيهِ فروةً ، وقلتُ : نَمْ يا رسولَ اللهِ وأنا أنفُضُ لكَ ما حولكَ ، فنام
وخرجتُ أنفضُ ما حولَهُ ، فإذا أنا براعٍ مقبلٍ بغنمِهِ إلى الصخرةِ ، يريدُ منها مثلَ الذي أردنا ، فقلتُ : لمن أنتَ يا غلامُ ، فقال : لرجلٍ من أهلِ المدينةِ أو مكةَ ، قلتُ : أفي غنمك لبنٌ ؟ قال : نعم ، قلتُ : أفتحلبُ ، قال : نعم ، فأخذ شاةً ، فقلتُ : انفُضِ الضَّرْعَ من الترابِ والشَّعْرِ والقَذَى، قال : فرأيتُ البراءَ يضربُ إحدى يديهِ على الأخرى ينفضُ ، فحلبَ
في قَعْبٍ كُثْبَةً من لبنٍ ، ومعي إداوةٌ حملتها للنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يرتوي منها ، يشربُ ويتوضأُ ، فأتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فكرهتُ أن أُوقظَهُ ، فوافقتُهُ حينَ استيقظَ ، فصببتُ من الماءِ على اللبنِ حتى بردَ أسفلُهُ ، فقلتُ : اشرب يا رسولَ اللهِ ، قال : فشرب حتى رضيتُ ، ثم قال : ( ألم يأنِ الرحيلُ ) . قلتُ : بلى ، قال : فارتحلنا بعد ما مالتِ الشمسُ ، واتَّبعنا سراقةُ بنُ مالكٍ ، فقلتُ : أُتِينَا يا رسولَ اللهِ ، فقال : ( لا تحزن إنَّ اللهَ معنا ) . فدعا عليهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فارتطمتْ بهِ فرسُهُ إلى بطنها - أرى - في جَلْدٍ من الأرضِ – شكَّ زهيرٌ - فقال : إني أراكما قد دعوتما عليَّ ، فادْعُوَا لي ، فاللهَ لكما أن أَرُدَّ عنكما الطلبُ ، فدعا لهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فَنَجَا ، فجعل لا يَلْقَى أحدًا إلا قال : كَفَيْتُكُمْ ما هنا ، فلا يَلْقَى أحدًا إلا رَدَّهُ ، قال : ووَفَّى لنا .
الراوي: أبو بكر الصديق المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 3615 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح].


يتبع إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق