مناقب عثمان بن عفان رضي
الله عنه 4
أدلـة خـلافته رضي الله عنه
"يا عثمان إنه لعل الله يقمصك قميصا فإن أرادوك على خلعه فلا
تخلعه لهم ".
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي – الصفحة أو
الرقم: 3705 - خلاصة حكم المحدث: صحيح.
وروى
الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال لعثمان بن عفان رضي الله عنه
: (يا عثمان ، إن الله تعالى عسى أن يلبسك قميصاً ،
فإن أرادوك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني) (ثلاثاً) ([1])
صحيح . صحيح الجامع الصغير 7824.وانظر
المشكاة حديث 6068 ج3 ص1715.
وروى أبو داود عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه
كان يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : (رأى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط
برسول الله ونيط عمر بأبي بكر ونيط عثمان
بعمر) قال جابر : فلما قمنا من عند رسول الله
قلنا : أما الرجل الصالح فرسول الله
، وأما تنوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه .أي : عُلِّق . لسان العرب ص4577 .نيط
صحيح . شرح الطحاوية بتحقيق الألباني ص535.
دفع بعض
الشبهات عن عثمان بن عفان رضي الله عنه
جاء رجلٌ من أهلِ مصرَ وحجَّ البيتَ، فرأى قومًا جلوسًا،
فقال : من هؤلاءِ القومُ ؟ فقالوا : هؤلاءِ قريشٌ، قال : فمنِ الشيخُ فيهم ؟ قالوا
: عبدُ اللهِ بنُ عمرَ، قال يا ابنَ عمرَ، إني سائلكَ عن شيءٍ فحدِّثني، هل تعلمُ
أنَّ عثمانَ فرَّ يومَ أُحُدٍ ؟ قال : نعم . فقال : تعلمُ أنه تغيَّب عن بدر ولم
يشهدْ ؟ قال : نعمْ . قال : تعلمُ أنه تغيَّب عن بيعةِ الرِّضوانِ فلم يشهدْها ؟
قال : نعمْ . قال : اللهُ أكبرُ . قال ابنُ عمرَ : تعالَ أبيِّنْ لك، أما فرارُه
يومَ أُحُدٍ، فأشهدُ أنَّ اللهَ عفا عنهُ وغفر له، وأما تغيُّبه عن بدرٍ فإنه
كانتْ تحتهُ بنتُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وكانت مريضةً، فقال له
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( إنَّ لك أجرُ رجلٍ ممن شهد بدرًا
وسهمَه ) . وأما تغيُّبه عن بيعةِ الرِّضوانِ ،
فلو كان أحدٌ أعزَّ ببطنِ مكةَ من عثمانَ لبعثه مكانَه، فبعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ عثمانَ، وكانت بيعةُ الرِّضوانِ بعد ما ذهب عثمانُ إلى مكةَ، فقال
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيدهِ اليُمنى : ( هذه يدُ عثمانَ ) . فضرب
بها على يدهِ، فقال : ( هذهِ لعثمانَ ) . فقال لهُ ابنُ عمرَ : اذهب بها الآنَ
معكَ .
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3698 | خلاصة حكم المحدث :
[صحيح] | شرح الحديث
بيعة الرضـوان
وكان سبب هذه البيعة - التي يقال لها « بيعة الرضوان »
لرضا الله عن المؤمنين فيها، ويقال لها « بيعة أهل الشجرة » - أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم لما دار الكلام بينه وبين المشركين يوم الحديبية في شأن مجيئه،
وأنه لم يجئ لقتال أحد، وإنما جاء زائرا هذا البيت، معظما له، فبعث رسول الله صلى
الله عليه وسلم عثمان بن عفان لمكة في ذلك، فجاء خبر غير صادق، أن عثمان قتله
المشركون، فجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم من معه من المؤمنين، وكانوا نحوا من
ألف وخمسمائة، فبايعوه تحت شجرة على قتال المشركين، وأن لا يفروا حتى يموتوا،
فأخبر تعالى أنه رضي عن المؤمنين في تلك الحال، التي هي من أكبر الطاعات وأجل
القربات، ( فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ ) من الإيمان، ( فَأَنزلَ السَّكِينَةَ
عَلَيْهِمْ ) شكرا لهم على ما في قلوبهم، زادهم هدى، وعلم ما في قلوبهم من الجزع
من تلك الشروط التي شرطها المشركون على رسوله، فأنزل عليهم السكينة تثبتهم، وتطمئن
بها قلوبهم، ( وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) وهو: فتح خيبر، لم يحضره سوى أهل
الحديبية، فاختصوا بخيبر وغنائمها، جزاءا لهم، وشكرا على ما فعلوه من طاعة الله
تعالى والقيام بمرضاته.
أهــم الأعمال في خلافة عثمــان رضي الله
عنه
1
ـ توسعة المسجدين الحرام والنبوي وزاد في مساحتهما .
2-
جمع المسلمين على مصحف واحد وهو من أهم وأجل أعمال عثمان بن عفان رضي الله عنه
وحفظ بذلك الأمة من الاختلاف في الكتاب كاختلاف اليهود والنصارى .
لما
خشي رضي الله عنه الاختلاف في القرآن والخصام فيه أثناء خلافته جمع الناس على
قراءة واحدة وكتب المصحف على القراءة الأخيرة التي دارسها جبريل رسول الله في آخر سني
حياته .
جاء في الحديث ( أنَّ
حُذَيفَةَ بنَ اليَمانِ قدِم على عُثمانَ ، وكان يُغازي أهلَ الشامِ في فتحِ
أرمينِيَّةَ وأذرَبيجانَ معَ أهلِ العراقِ ، فأفزَع حُذَيفَةَ اختلافُهم في
القراءةِ ، فقال حُذَيفَةُ لعُثمانَ : يا أميرَ المؤمنينَ ، أدرِكْ هذه الأُمَّةَ
قبلَ أن يَختَلِفوا في الكتابِ ، اختِلافَ اليهودِ والنصارى . فأرسَل عُثمانُ إلى
حفصةَ : أن أرسِلي إلينا بالصحُفِ ننسَخُها في المصاحفِ ثم نَرُدُّها إليكِ ،
فأرسَلَتْ بها حفصةُ إلى عُثمانَ ، فأمَر زيدَ بنَ ثابتٍ ، وعبدَ اللهِ بنَ
الزُّبَيرِ ، وسعيدَ بنَ العاصِ ، وعبدَ الرحمنِ بنَ الحارثِ بنِ هشامٍ ، فنسَخوها
في المصاحفِ ، وقال عُثمانُ للرَّهطِ القُرَيشِيينَ الثلاثةِ : إذا اختَلَفتُم
أنتم وزيدُ بنُ ثابتٍ في شيءٍ منَ القرآنِ فاكتُبوه بلسانِ قريشٍ ، فإنما نزَل
بلسانِهم ، ففعَلوا ، حتى إذا نسَخوا الصحُفَ في المصاحفِ ردَّ عُثمانُ الصحُفَ
إلى حفصةَ ، وأرسَل إلى كلِّ أُفُقٍ بمصحفٍ مما نسَخوا ، وأمَر بما سواه منَ
القرآنِ في كلِّ صحيفةٍ أو مصحفٍ أن يُحرَقَ .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر:
صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4987خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ورأى أن
يكتب المصحف على حرف واحد ، وأن يجمع الناس في سائر الأقاليم على القراءة به دون
ما سواه لما رأى في ذلك من مصلحة كف المنازعة ودفع الاختلاف ، فاستدعى بالصحف التي
كان أمر زيد بن ثابت بجمعها فكانت عند الصديق أيام حياته ، ثم كانت عند عمر ، فلما
توفي صارت إلى حفصة أم المؤمنين . فاستدعى بها عثمان وأمر زيد ابن ثابت الأنصاري
أن يكتب وأن يملي عليه سعيد بن العاص الأموي بحضرة عبدالله بن الزبير الأسدي
وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي وأمرهم إذا اختلفوا في شيء أن يكتبوه بلغة
قريش ، فكتب لأهل الشام مصحفاً، ولأهل مصر آخر ، وإلى اليمن مثله ، وأقر بالمدينة
مصحفاً ، ويقال لهذه المصاحف (الأئمة) ، ثم عمد إلى بقية المصاحف التي بأيدي الناس
مما يخالف ما كتبه فحرقه لئلا يقع بسببه اختلاف .
وروى أبو داود الطيالسي وأبو بكر بن أبي داود
السجستاني عن سويد بن غفلة قال : قال لي عليّ رضي الله عنه حين حرق عثمان المصاحف
: لو لم يصنعه هو لصنعته .وروى البيهقي عنه رضي الله عنه
قال : قال عَليّ رضي الله عنه : أيها الناس إياكم والغلو في عثمان : تقولون حرق
المصاحف ، والله ما حرقها إلا عن ملأ من أصحاب رسول الله ، ولو وليت مثل ما ولي لفعلت مثل الذي فعل
.(ا.هــ) مختصر معارج القبول للحافظ الحكمي .
3- الفتوحات الإسلامية العظيمة على الجبهتين
الشرقية والغربية فلقد فتحت بلاد فارس حتى تركستان وبلخ وكرمان وسجستان وطخارستان
وقتل يزدجرد آخر ملوك الفرس، وفتحت أذربيجان وأرمينية أما في الشام فقد وصل
المسلمون إلى عمورية [أنقرة اليوم] وفتحت قبرص، وتم إكمال فتح مصر وأنهيت تمامًا
السيطرة الرومية على البحر المتوسط الذي كان يسمى بحر الروم، وذلك بعد معركة ذات
الصواري سنة 31 هـ، وأصبح البحر المتوسط اسمه بحر العرب، وفتحت بلاد تونس، وأخضعت ثورة
بلاد النوبة .
رأس الفتنة وموطن الشــر
بعد رحيل النبي-صلى الله عليه و سلم- إلى الرفيق الأعلى ، و اندلاع حروب
الردة ، وبعد أن تمكن أبو الصديق-رضي الله عنه- من قمعها ، دخلت إلى رواق الحياة
الإسلامية شخصيات لم تستضيء قلوبها بأنوار النبوة ، ولم تستكمل حضانتها الإسلامية
في ظل اليقين ، فكان دخولها لمناوأة الإسلام ، والانقضاض عليه من الداخل ، فزاحمت
مناكبها أصحاب رسول الله-صلى الله عليه و سلم-، حتى أقصتهم عن مكانتهم ، و قبضت
على كثير من مرافق الحياة في الأمة ،
و قضت في كثير من قضاياها ، وتقدمت و تأخر أهل السبق في الإسلام ، فكان
لهذه الشخصيات الدخيلة ، أثر عظيم في ظهور الفرق و المذاهب التي مزقت وحدة
المسلمين ، وبددت شملهم، وجعلت القرآن بينهم عضين ، تلجأ إليه كل فرقة وفي يدها
سلاح التأويل المنحرف ، لتجعل منه سندا لمذهبها، وحجة على منتحلها . تظاهروا بالحب
لآل بيت النبوة ، في الوقت الذي عملوا كل ما من شأنه الإساءة إليهم ، و القضاء
عليهم. ، تعرض آل البيت للقهر و الاضطهاد من قبل العناصر المناوئة. لكونهم من
البيوت الطاهرة الشريفة التي تربت في بيت النبوة، و نهلت الإسلام من منابعه ، و
لذلك فقد أصبحوا في صدارة أهداف العناصر المناوئة التي أظهرت الكيد للإسلام، وكان
ذلك في نفاق ماكر،ومكر منافق ، حتى إذا لمعت لها بارقة الخلاف بين المسلمين في
خلافة عثمان بن عفان-رضي الله عنه - ، هبت واثبة إلى مكان القيادة ، تسوق الناس
بعصا الفتنة العمياء،و تهمزهم إذا فتروا بمهمز المكر و الدهاء.
و كان رأس هذه العناصر المناوئة : عبد الله بن سبأ، الملقب بابن السوداء، و
كان من يهود اليمن، وفد إلى الحجاز، وانتحل الإسلام لأغراض كان يسترها، كشفت عنها
دعوته المارقة ، (اختزن خياله مرارة الإجلاء اليهودي من الجزيرة العربية، فقدم إلى
المدينة بكل توتره و حقده، وأسلم ظاهريا وهو يصر على إغراق هذا المجتمع الناشئ في
بحور من الفتنة و الشك) .
أصله و موطنه :
اتفقت كتب المقالات و الفرق و معظم كتب التاريخ و الأدب التي تعرضت لموضوع
الفتنة التي حدثت أيام الخليفة عثمان بن عفان-رضي الله عنه - ، و لحادث مقتل
الخليفة علي بن أبى طالب -رضي الله عنه- في الكوفة ، على ذكر عبد الله بن سبأ، و
أنه شخصية يهودية ظهر في مجتمع المسلمين بعقائد و أفكار، ليفتن المسلمين في دينهم،
ثم اجتمع إليه رعاع القبائل و بعض الموتورين، فاستطاع بهم شق وحدة المسلمين، و
إيقاف الفتوحات الخارجية، لتبدأ حروب أهل البيت، و إن كان هناك اختلاف بينهم في
عرض أخباره.
وتتفق المصادر السنية والمصادر الشيعية على أن عبد الله بن سبأ يهودي من
صنعاء باليمن، أسلم لتدبير المكائد للمسلمين، و بث الفتنة، و عوامل الفرقة و
الاختلاف فيما بينهم.
أ- جاء في تاريخ الطبري:(كان عبد الله بن سبأ يهوديا من صنعاء).
ب-قال ابن عساكر:(عبد الله بن سبأ الذي تنسب إليه السبئية، وهو من الغلاة
الرافضة، أصله من اليمن).
رابط الكتاب هنـــــا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق