الأربعاء، 19 أكتوبر 2016

موافقات عمر رضي الله عنه لربه عز وجل 4






موافقات عمر رضي الله عنه لربه عز وجل  4


"إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه و قال ابن عمر ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر أو قال ابن الخطاب فيه شك خارجة إلا نزل فيه القرآن على نحو ما قال عمر "
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3682خلاصة حكم المحدث: صحيح

قال البخاري في صحيحه

"حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ ، فَقُلْتُ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ؟ فَنَزَلَتْ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى سورة البقرة آية 125 ، وَآيَةُ الْحِجَابِ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ فَإِنَّهُ يُكَلِّمُهُنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ، فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ ، وَاجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ لَهُنَّ : عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ ، أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ "
الكتب » صحيح البخاري » كِتَاب الصَّلَاةِ » أَبْوَابُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ » بَاب مَا جَاءَ فِي الْقِبْلَةِ ، وَمَنْ لَمْ يَرَ . » رقم الحديث: 390 .


قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري في شرحه للحديث
قوله : ( وافقت ربي في ثلاث ) أي وقائع ، والمعنى وافقني ربي فأنزل القرآن على وفق ما رأيت ، لكن لرعاية الأدب أسند الموافقة إلى نفسه ، أو أشار به إلى حدوث رأيه وقدم الحكم ، وليس في تخصيصه العدد بالثلاث ما ينفي الزيادة عليها ; لأنه حصلت له الموافقة في أشياء غير هذه من مشهورها قصة أسارى بدر وقصة الصلاة على المنافقين ، وهما في الصحيح ، وصحح الترمذي من حديث ابن عمر أنه قال ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر إلا نزل القرآن فيه على نحو ما قال عمر وهذا دال على كثرة موافقته ، وأكثر ما وقفنا منها بالتعيين على خمسة عشر لكن ذلك بحسب المنقول ، وقد تقدم الكلام على مقام إبراهيم ، وسيأتي الكلام على مسألة الحجاب في تفسير سورة الأحزاب ، وعلى مسألة التخيير في تفسير سورة التحريم ، وقوله في هذه الرواية " واجتمع نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغيرة عليه فقلت لهن : عسى ربه . . . إلخ " وذكر فيه من وجه آخر عن حميد في تفسير سورة البقرة زيادة يأتي التنبيه عليها في باب عشرة النساء في أواخر النكاح .


عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : " وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ ، وَفِي الْحِجَابِ ، وَفِي أُسَارَى بَدْرٍ " .
الكتب » صحيح مسلم » كِتَاب فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ » بَاب مِنْ فَضَائِلِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ » رقم الحديث: 4419 .


وفي الصلاة على عبد الله بن سلول:-
لما تُوفِّيَ عبدُ اللهِ بنُ أُبيِّ ، ابنِ سَلولٍ ، جاء ابنُه عبدُ اللهِ بنُ عبدِاللهِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فسأله أن يُعطِيَه قميصَه أن يُكفِّن فيه أباه . فأعطاه . ثم سأله أن يُصلِّىَ عليه . فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليُصلِّي عليه . فقام عمرُ فأخذ بثوبِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقال : يا رسولَ اللهِ ! أَتُصلِّي عليه وقد نهاك اللهُ أن تصلي عليه ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " إنما خيَّرني اللهُ فقال : استغفِرْ لَهُمْ أَوْلَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً [ 9 / التوبة / 80 ] وسأزيد على سبعين " قال : إنه منافقٌ . فصلَّى عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . وأنزل اللهُ عزَّ وجلًّ : ولا تُصلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أبدًا ولا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ [ 9 / التوبة / 84 ] . وفي روايةٍ : زاد : قال فترك الصلاةَ عليهم .
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2400 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2774خلاصة حكم المحدث: صحيح

* لَمَّا تُوُفِّيَ عبدُ الله بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولَ المنافِقُ، جاء ابنُه عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الله رضِي اللهُ عنه- وكان مِن المخلِصين وفُضَلاءِ الصَّحابةِ- إلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فسأله أن يُعطِيَه قَمِيصَه يُكفِّنُ فيه أباه، فأعطاه صلَّى الله عليه وسلَّم قميصَه، ثُمَّ سأله أن يُصلِّيَ عليه، فقام صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِيُصَلِّيَ؛ لكمالِ شَفقتِه على مَن تَعلَّقَ بطَرَفٍ مِن الدِّين، ولتطييبِ قلبِ ولدِه الصالحِ عبدِ اللهِ، ولتألُّفِ قومِه لرِياستِه؛ فاستعمَلَ أحسنَ الأمرينِ في السِّياسةِ، فقام عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضِي اللهُ عنه فأَخَد بثوبِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ الله، تُصَلِّي عليه وقد نَهَاكَ ربُّك أن تُصلِّيَ عليه؟! فقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّما خَيَّرَنِي اللهُ» بينَ الاستغفارِ وعدَمِه «فقال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ}، وسَأَزِيدُه على السَّبْعِين»؛ طمعًا أنْ يكونَ له عندَ الموتِ إنابةٌ، فحَمَلَه مَحْمَلَ المُؤمنين؛ رجاءَ رَحمةِ اللهِ له بذلك، ومنفعتِه، وتطييبًا لقلبِ ابنِه وبِرًّا به، قال عُمَرُ رضِي اللهُ عنه: إنَّه منافِق! فصلَّى عليه رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فأنزَل اللهُ تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}، فأوضحَ اللهُ تعالى له الأمْرَ ورفَع الاحتمالَ، وقطَعَ منه الرَّجاءَ، بنهيِه عن الصَّلاةِ عليه وعلى أمثالِه ممَّن ظهَر نفاقُه، والقيامِ على قُبورهم، وأعْلَمه بأنَّهم كَفروا باللهِ وماتوا على ذلِك.
وفي الحديثِ: ما كان عليه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الصَّفحِ والعفوِ عمَّن يُظهرُ الإسلامَ ولو كان باطنُه على خلافِ ذلك؛ لمصلحةِ الاستئلافِ وعدمِ التنفيرِ عنه، وذلك قَبلَ نُزولِ النَّهيِ الصريح عن الصَّلاةِ على المنافقِين وغير ذلك ممَّا أُمِر فيه بمُجاهرتِهم. 

قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير الآية
ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على هداية الخلق، ساعيا في ذلك أعظم السعي، فكان صلى الله عليه وسلم يفرح ويسر بهداية المهتدين، ويحزن ويأسف على المكذبين الضالين، شفقة منه صلى الله عليه وسلم عليهم، ورحمة بهم، أرشده الله أن لا يشغل نفسه بالأسف على هؤلاء، الذين لا يؤمنون بهذا القرآن، كما قال في الآية الأخرى: لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَن لا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وقال فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ وهنا قال ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ ) أي: مهلكها، غما وأسفا عليهم، وذلك أن أجرك قد وجب على الله، وهؤلاء لو علم الله فيهم خيرا لهداهم، ولكنه علم أنهم لا يصلحون إلا للنار، فلذلك خذلهم، فلم يهتدوا، فإشغالك نفسك غما وأسفا عليهم، ليس فيه فائدة لك. وفي هذه الآية ونحوها عبرة، فإن المأمور بدعاء الخلق إلى الله، عليه التبليغ والسعي بكل سبب يوصل إلى الهداية، وسد طرق الضلال والغواية بغاية ما يمكنه، مع التوكل على الله في ذلك، فإن اهتدوا فبها ونعمت، وإلا فلا يحزن ولا يأسف، فإن ذلك مضعف للنفس، هادم للقوى، ليس فيه فائدة، بل يمضي على فعله الذي كلف به وتوجه إليه، وما عدا ذلك، فهو خارج عن قدرته، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله له: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وموسى عليه السلام يقول: رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي الآية، فمن عداهم من باب أولى وأحرى، قال تعالى:(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ).انتهى كلامه رحمه الله 


* قصة أسارى بدر :-
لما كان يومُ بدرٍ ، نظر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المشركين وهم ألفٌ ، وأصحابُه ثلاثمائةٍ وتسعةَ عشرَ رجلًا . فاستقبل نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القبلةَ . ثم مدَّ يدَيه فجعل يهتف بربِّه ( اللهمَّ ! أَنجِزْ لي ما وعدتَني . اللهمَّ ! آتِ ما وعدتَني . اللهمَّ ! إن تهلِك هذه العصابةُ من أهلِ الإسلامِ لا تُعبدُ في الأرض ) فما زال يهتف بربِّه ، مادًّا يدَيه ، مستقبلَ القبلةِ ، حتى سقط رداؤُه عن منكبَيه . فأتاه أبو بكرٍ . فأخذ رداءَه فألقاه على منكبَيه . ثم التزمه من ورائِه . وقال : يا نبيَّ اللهِ ! كفاك مُناشدتُك ربَّك . فإنه سينجز لك ما وعدك . فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفَينَ [ 8 / الأنفال / 9 ] فأمدَّه اللهُ بالملائكة ِ. قال أبو زميلٍ : فحدَّثني ابنُ عباسٍ قال : بينما رجلٌ من المسلمين يومئذٍ يشتدُّ في أثر ِرجلٍ من المشركين أمامَه . إذ سمع ضربَةً بالسوطِ فوقَه . وصوتُ الفارسِ يقول : اقدُمْ حَيزومُ . فنظر إلى المشركِ أمامه فخرَّ مُستلقيًا . فنظر إليه فإذا هو قد خُطم أنفُه ، وشُقَّ وجهُه كضربةِ السوطِ . فاخضرَّ ذلك أجمعُ . فجاء الأنصاريُّ فحدَّثَ بذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقال ( صدقت . ذلك مددٌ السماء الثالثةِ ) فقتلوا يومئذٍ سبعين . وأسَروا سبعين . قال أبو زميل : قال ابن عباسٍ : فلما أسروا الأسارى قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأبي بكرٍ وعمرَ ( ما ترون في هؤلاء الأسارَى ؟ ) فقال أبو بكرٍ : يا نبيَّ اللهِ ! هم بنو العمِّ والعشيرة . أرى أن تأخذ منهم فديةً . فتكون لنا قوةً على الكفار . فعسى اللهُ أن يهديَهم للإسلام . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( ما ترى ؟ يا ابنَ الخطابِ ؟ ) قلتُ : لا . واللهِ ! ما أرى الذي رأى أبو بكرٍ . ولكني أرى أن تمكنّا فنضرب أعناقَهم . فتمكِّنُ عليًّا من عقيل فيضرب عنقَه . وتمكني من فلان ( نسيبًا لعمرَ ) فأضرب عنقَه . فإنَّ هؤلاءِ أئمةُ الكفرِ وصناديدُها . فهوى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما قال أبو بكرٍ . ولم يهوَ ما قلتُ . فلما كان من الغدِ جئتُ فإذا رسولُ الله ِصلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأبو بكرٍ قاعدَين يبكيان . قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! أخبِرْني من أيِّ شيءٍ تبكي أنت وصاحبُك . فإن وجدتُ بكاءً بكيتُ . وإن لم أجدْ بكاءً تباكيت لبكائِكما . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ( أبكي للذي عرض على أصحابِك من أخذهم الفداءَ . لقد عُرض عليَّ عذابُهم أدنى من هذه الشجرةِ ) ( شجرةٍ قريبةٍ من نبيِّ الله ِصلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ) وأنزل اللهُ عزّ وجلَّ : مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ . إلى قولِه : فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا [ 8 / الأنفال / 67 - 69 ] فأحل اللهُ الغنيمةَ لهم .

الراوي : عبدالله بن عباس و عمر بن الخطاب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1763 | خلاصة حكم المحدث



يتبع إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق