السبت، 22 أكتوبر 2016

خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه 6



خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه 6 
 
 * خلافة عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه وأرضاه .
إن طريقة تولية الفاروق رضي الله عنه الخلافة بعد الصديق الأعظم رضي الله عنه كانت باستخلاف أبي بكر إياه، وذلك أن أبا بكر رضي الله عنه مرض قبل وفاته خمسة عشر يوماً ولما أحس بدنو أجله رضي الله عنه عهد في أثناء هذا المرض بالأمر من بعده إلى عمر بن الخطاب وكان الذي كتب العهد عثمان بن عفان رضي الله عنه وقرئ على المسلمين فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا، ولم يعهد الصديق رضي الله عنه بالخلافة لعمر رضي الله عنه إلا بعد أن استشار نفراً من فضلاء الصحابة فيه مع أن عمر رضي الله عنه هو المعروف بصلابته في الدين، وأمانته وشدته على المنافقين إلى غير ذلك من الصفات الحميدة التي اتصف بها في ذات الله – ولكن الصديق رضي الله عنه فعل هذا مبالغة في النصح للأمة المحمدية وقد ذكر أهل السير والتواريخ صيغة عهد الصديق بالخلافة للفاروق رضي الله عنه فقد روى ابن سعد وغيره: (أن أبا بكر الصديق لما استعز به (1) (اسْتَعَزَّ عليه المرضُ : اشتدَّ وغلبَه – المعجم الوسيط ) دعا عبدالرحمن بن عوف فقال: أخبرني عن عمر بن الخطاب فقال عبدالرحمن: ما تسألني عن أمر إلا وأنت أعلم به مني فقال أبو بكر: وإن فقال عبد الرحمن: هو والله أفضل من رأيك فيه، ثم دعا عثمان بن عفان فقال: أخبرني عن عمر فقال: أنت أخبرنا به فقال: على ذلك يا أبا عبد الله فقال: عثمان: اللهم علمي به أن سريرته خير من علانيته وأنه ليس فينا مثله، فقال أبو بكر: يرحمك الله والله لو تركته ما عدوتك وشاور معهما سعيد بن زيد أبا الأعور وأسيد بن الحضير وغيرهما من المهاجرين والأنصار فقال أسيد: اللهم أعلمه الخيرة بعدك يرضى للرضى ويسخط للسخط الذي يسر خير من الذي يعلن، ولم يل هذا الأمر أحد أقوى عليه منه، وسمع بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بدخول عبد الرحمن وعثمان على أبي بكر وخلوتهما به فدخلوا على أبي بكر فقال له قائل منهم: ما أنت قائل لربك إذ سألك عن استخلافك عمر علينا وقد ترى غلظته؟ فقال أبو بكر: أجلسوني فقال: أبالله تخوفوني؟ خاب من تزود من أمركم بظلم، أقول: اللهم استخلفت عليهم خير أهلك أبلغ عني ما قلت لك من وراءك، ثم اضطجع ودعا عثمان بن عفان فقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجاً منها وعند أول عهده بالآخرة داخلاً فيها حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر ويصدق الكاذب إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا وإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيراً، فإن عدل فذلك ظني به وعلمي فيه، وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب من الإثم والخير أردت ولا أعلم الغيب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والسلام عليكم ورحمة الله، ثم أمر بالكتاب فختمه، ثم قال بعضهم لما أملى أبو بكر صدر هذا الكتاب: بقي ذكر عمر فذهب به قبل أن يسمي أحداً فكتب عثمان: إني قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب ثم أفاق أبو بكر فقال: اقرأ علي ما كتبت فقرأ عليه ذكر عمر فكبر أبو بكر وقال: أراك خفت إن أقبلت نفسي في غشيتي تلك يختلف الناس فجزاك الله عن الإسلام وأهله خيراً، والله إن كنت لها لأهلاً، ثم أمره فخرج بالكتاب مختوماً ومعه عمر بن الخطاب وأسيد بن سعيد القرظي فقال عثمان للناس: أتبايعون لمن في هذا الكتاب؟ فقالوا: نعم، وقال بعضهم: قد علمنا به، قال ابن سعد: علي القائل وهو عمر، فأقروا بذلك جميعاً ورضوا به وبايعوا، ثم دعا أبو بكر عمر خالياً فأوصاه بما أوصاه به ثم خرج من عنده فرفع أبو بكر يديه مداً فقال: اللهم إني لم أرد بذلك إلا صلاحهم وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم به واجتهدت لهم رأيي فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم وأحرصهم على ما أرشدهم وقد حضرني من أمرك ما حضر فاخلفني فيهم فهم عبادك ونواصيهم بيدك أصلح لهم وإليهم واجعله من خلفائك الراشدين يتبع هدي نبي الرحمة، وهدي الصالحين بعده وأصلح له رعيته) . رواه بن سعد في الطبقات والطبري في تاريخ الأمم والملوك .وابن عساكر في تاريخ دمشق .


أهم أعمال عمر رضي الله عنه فترة خلافته :-

   بدأ عمـر بن الخـطاب- رضي اللّه عنـه- بتنظيم الدولة الإِسلامية بعزيمة قوية لا تلين وذلك ليستطيع مواجهة مشكلات الحياة ومتطلبات الظروف الجديدة خاصة عندما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وإليك أهم أعـماله – رضي اللّه عنه -:
أ-دَوَّنَ الـدَّواوين فأسس ديوان الجنـد الـذي يشبـه في أيامنا وزارة الدفاع، وديوان الخراج الذي يشبه وزارة المالية.
2- أنشـأ بيت مال المسلمـين وعـين القضاة والكتّاب وجعل التاريخ الهجري أساس تقويم الدولة الإِسلامية كـما نظَّم البريد.
3- اهتمامه بالرعية فمن ذلك تفقده أحوال المسلمين وعسّه بالليل (16).
4- أبقى الأراضي المفتوحة بأيدي أهلها الأصليين بدلا من تقسيمها بين المحاربين على أن يدفعوا عنها الخراج.
5- قسَّم البلاد المفتوحة إلى ولايات وعَيّن على كل ولاية عاملا له راتب محدد يأخذه من بيت مال المسلمين وكان يختار الولاة ممن يُعرفون بالتقوى وحسن الإدارة دون النظر إلى أحسابهم وأنسابهم.
6- أمر بإنشـاء عدة مدن في البـلاد المفتوحة مثلِ البصرة والكوفة في العراق والفسطاط في مصر وغيرها لتكون مركزاَ للدولة الإسلامية في تلك البلاد.
الفتوحات في عهده:كان من اهتـمامات الفاروق- رضي اللّه عنه- مواصلة الجهاد ونشر الإِسلام والاستمرار في الفتح الذي بدأ في عهد أبي بكر- رضي اللّه عنه- لبلاد الفرس والروم وقد كانت هذه الفتوحات كـما يلي:
أ- فتح العراق وبلاد فارس
ب- موقعة القادسية سنة 15هـ
جـ- فتح الشام
هـ- فتـح مصـر

-     عمر أول من دون الدواوين 

قال بن سعد رحمه الله في الطبقات أخبرنا يزيد بنهارون قال حدثنا محمد بن عمرو  ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَدِمْتُ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَأَتَيْتُ عُمَرَ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ , فَسَأَلَنِي عَنِ النَّاسِ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : مَاذَا جِئْتَ بِهِ ؟ قُلْتُ : جِئْتُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ . قَالَ : وَهَلْ تَدْرِي ، مَا تَقُولُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . فَجَعَلْتُ أَعُدُّهَا بِيَدِي مِائَةَ أَلْفٍ مِائَةَ أَلْفٍ . فَقَالَ : إِنَّكَ نَاعِسٌ ، ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ فَنَمْ ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَأْتِنِي . فَأَتَيْتُهُ ، فَقَالَ : مَاذَا جِئْتَ بِهِ ؟ قُلْتُ : جِئْتُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ . قَالَ : تَدْرِي مَا تَقُولُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . مِائَةِ أَلْفٍ ، مِائَةِ أَلْفٍ ، حَتَّى عَدَّهَا بِأَصَابِعِهِ ، قَالَ : أَطَيِّبٌ ؟ قُلْتُ : لا أَعْلَمُ إِلا ذَاكَ . قَالَ : فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ , فَحَمِدَ اللَّه وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ قَدْ جَاءَنَا مَالٌ كَثِيرٌ ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ نَكِيلَ لَكُمْ كَيْلا ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَنَّ نَعُدَّ لَكُمْ عَدَدًا . فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، " إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ هَؤُلاءِ الأَعَاجِمَ يُدَوِّنُونَ دِيوَانًا لَهُمْ . فَدَوَّنَ الدِّيوَانَ ، فَفَرَضَ لِلْمُهَاجِرِينَ خَمْسَةَ آلافٍ خَمْسَةَ آلافٍ ، وَلِلأَنْصَارِ أَرْبَعَةَ آلافٍ ، أَرْبَعَةَ آلافٍ ، وَلأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا ، اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا ".قال عنه الشيخ (حسن ) الكتاب ص 85

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق